الكتاب فى عالم متغير
إعداد الطالب / عمرو عبدالحليم ناصف
طالب بالفرقة الرابعة
قسم المكتبات
جامعة المنوفية
amr_nasef2006@yahoo.comيعالج هذا المقال فكرة التطور التاريخي للكتاب من أقدم العصور الي العصر الحديث وظهور الانترنت وتكنولوجيا المعلومات وما تبعها من تطور كبير في شتي المجالات وتأثير ذلك علي الكتاب وظهور مشكلة الورقية واللاورقية أو الكتاب الورقي بين البقاء والزوال ثم في نهاية المقال هناك تساؤل هام هو ما هو مستقبل الكتاب في العصر القادم بعد ظهور الكتب المسموعة و المرئية والإلكترونية وغيرها من الأنواع الأخري ؟
منذ أقد العصور ومع اختراع الكتابة وظهور الحاجة الملحة لتسجيل الإنسان القديم لكتاباته ومعاملاته مع الأخرين وما الي ذلك , وظلت هذه الكتابات ولمدة معينة من الزمن تأخذ شكل نقوش علي جدران المعابد والمقابر ثم لبثت أن تطور الأمر بعض الشئ وبدأت تظهر مواد أخري جديدة وإذا كانت ليست أحسن حالا من سابقتها مثل لحاء الشجر والأحجار وأعواد البامبو وسعف النخيل ثم ظهرت مواد أخري مقبوله بعض الشئ مثل الألواح الطينية والألواح الخشبية ثم الحرير ثم ظهرت بعد ذلك مواد أخري جيدة وأقل في مشكلاتها عن المواد السابقة والتي كانت تتأثر تأثر مباشر بالعوامل الجوية والبيئية السيئة , وهذه المواد الجديدة هي ورق البردي والرق , وعلي الرغم من توافر هذه المواد وبثرة لدي أغلب الشعوب تقريبا فإنها كانت تواجه مشكلتي إرتفاع أسعار هذه المواد والتعرض الدائم للعوامل الجوية السيئة التي كانت تؤثر علي هذه المواد كما أن شكل الكتاب لم يكن قد تطور الي الشكل المعهود عليه اليوم فكان من الصعب تجميع عدد كبير من الأوراق معا في كتاب واحد أو في قالب واحد فكان الشكل السائد في هذه الفترة هو شكل اللفافات , ثم ما لبثت صناعة الورق ظهرت وإنتشرت إنتشار واسع حتي دخلت الي العالم العربي آتيه من الصين فبدأ كل من البردي والرق في الأختفاء شيئا فشيئا ليحل الورق مكانهما ويظل يستخدم حتي الآن مع الفارق الكبير بين التطورات التي دخلت علي الورق في العصر الحالي وبدايات صناعة الورق فقد تطورت صناعة الورق تطورا كبيرا وخاصة بعد دخول الوسائل الحديثة في صناعته .
وعند دخول صناعة الورق الي العالم العربي وأخذ الكتاب يأخذ الشكل المسطح أو الكراس ولم تكن الطباعة قد إخترعت بعد فكانت معظم الكتب تدون بخط اليد سواء بطريقة التأليف أو الإملاء وما كان ينتج عنهما من أخطاء وخاصة طريقة الاملاء في سوء خط المملي أو السامع بطريقة الخطأ أو سرعة المملي في الإملاء مما يصعب علي الكاتب تدوين معظم الكتابات وقد ظلت هذه المشكلات وغيرها تحاصر المخطوطات العربية المكتوبة بخط اليد والتي تحتاج الي جهد كبير من المحققين لإخراج نسخ من هذه المخطوطات صحيحة مع إعادة الترتيب والتنسيق و عمل الشروح والتعليقات الخاصة بهذه الكتب , ومعظم هذه المخطوطات لا تزال مليئة بالمشاكل لأن معظم الجهود المبذولة في هذا السياق جهود فردية لم ترقي الي روح العمل الجماعي وما تستطيع أن تدركه الجماعة أفضل بكثير مما يستطيع أن يدركه الفرد ولعل الأقتراح الأمثل في هذا الصدد هو ضرورة التعاون بين الهيئات المعنية وبعضها البعض والهيئات والمؤسسات الأخري التي لها علاقة بهذا الموضوع والأتفاق علي مشروع تحقيق كتب التراث المخطوطة وطبعها ونشرها علي مستوي واسع , ولعل هذه المشكلة هي أبرز وأهم مشكلة واجهت الكتاب في هذه الفترة من الزمن والتي لا تزال تلقي بظلالها علينا حتي الآن بالإضافة الي مشكلة أخري هامة أيضا وهي تعرض هذه المخطوطات عبر العصور المختلفة للتشتت المكاني نتيجة للحروب والصراعات المختلفة التي تعرضت لها البلاد العربية وكلفتها الكثير والكثير فيكفي أنها دمرت مراكز الثقافة والعلم في معظم البلدان العربية .
أما في العصر الحديث وبعد إختراع الطباعة بدأت الكتب تأخذ شكل أخر وتنتشر بشكل أكبر وتزداد يوما بعد يوما حتي تضخم الأنتاج الفكري أمر صعب ومع تعدد أوعية المعلومات أخذت الكتب تواجه مشكله هامة وهي تقادم المعلومات بالكتب نتيجة لظهور فئة أخري أسرع في تناول المعلومات الحديثة وهي الدوريات , وظلت مشكله تقادم المعلومات بالكتب مشكله تواجه الكتب لفتره طويله , في هذه الأثناء ظهر اتجاه الي استغلال امكانيات الحاسبات الآليه وتكنولوجيا المعلومات والحفظ الرقمي في اإنتاج الكتب فظهرت لنا فئه جديده من الكتب تعرف بالكتب الالكترونية سواء كانت محمله علي أقراص مليزره أو علي شبكه الانترنت أو علي شرائح اختزانيه وفكرة هذه الكتب باختصار هي الأعتماد علي إدماج محتوي الكتاب التقليدي مع التطبيقات التكنولوجية الحديثه مما يكسب الكتب المزيد من الأمكانيات التي تتيحها البيئة الرقمية .
وتعود الإرهاصات الأولي لهذه الكتب في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية حيث ظهرت في هذه الأثناء الحاسبات الآلية والشبكات , ووسائط التخزين إلخ
مما دعي الي ظهور ما يعرف بالنشر الالكتروني وتبلورت فكرة إنشاء ذاكره خارجية الكترونية الي جانب الذاكره الخارجية الورقيه ومع هذا فقد كان الأقبال علي هذه الأنواع الجديدة بطئ للغاية حيث بدأ الأقبال عليها في منتصف الثمانيات ثم أخذت هذه الكتب في الرواج في فترة التسعينيات وما تلاها حتي إنصرف العديد من الباحثين والقراء الي الكتب الألكترونية نظرا لما تتميز به من الجوده العالمية ورخص الثمن وسرعة الإعداد والنشر مما يجعل المعلومات في هذه الكتب حديثه مما جعل الأقبال علي الكتب المطبوعة يقل بعض النشئ حتي تدني مستوي القراءه بشكل عام في الوطن العربي
وذلك إما لغلاء أسعار هذه الكتب أو الكتب بشكل عام أو نظرا للظرف الاجتماعية الصعبة وعزوف الشباب عن القراءه بالإضافة الي الجهل والأمية المنتشرة بشكل عام أو بسبب تخلف طرق العرض والإخراج والتشويق في الكتب التقليدية علي عكس الحال في الكتب الالكترونية تماما فهناك دمج بين الصوره والصوت وإستغلال امكانات النص الفائق في إنتاج هذه الكتب
وفي هذه المنافسة الشديدة بين الكتاب التقليدي والكتب الالكتروني ظهرت مناقشات كثيرة حول مستقبل الكتاب الورقي بين البقاء والزال في ظل تكنولوجيا المعلومات والكتب الالكترونية , فعلي الرغم مما اتاحته الكتب الالكتورنية من مميزات عديده يبقي للكتاب الورقي مكانه خاصة فهناك حاله من العشق بين بعض الناس والكتاب الورقي بالإضافة الي أن الكتاب الورقي ذو الموضوع والمحتوي الجيد ما زال يلقي رواجا وانتشار , في الأوساط العلمية .
والكتاب بالصورة التي طرحناها في هذا المقال تطور من فتره الي أخري بداية بالنقوش علي الجدران وإنتهاءا بالكتب الالكترونية وفي العصر الحالي نجد أن الميتاديتا وما وراء محركات البحث والتساؤل الآن هو هل سيكشف لنا المستقبل عن نوع جديد للكتب كأن تكون ماوراء الكتب أو الميتابوك؟
بقلم عمرو عبدالحليم ناصف at 10:52 AM