أخصائى المعلومات في البيئة الرقميه
اعداد الطالب : شريف حمدي الخلفاوي طالب بقسم المكتبات جامعة المنوفية الفرقة الرابعة
مقدمة
لا شك أن النمو السريع للتكنولوجيات الحديثة أدى الى التأثير في كل مجالات النشاطات في المجتمع وبرزت مصطلحات كثيرة تدل على هذا التحول مثل الاقتصاد اللامادي والجامعة الالكترونية والبيئة الرقمية والمكتبة الرقمية والمكتبة الافتراضية ومما لا شك فيه أن مكتبة المستقبل الالكترونية أو الرقمية ستحوى مواد مطبوعه وأخرى الكترونية مما يؤدي الى صعوبة في تيسير ادارة كل هذه المواد / الأوعية بنفس الطرق التقليدية المعتمدة بدون التحكم فى استعمال كل هذه التقنيات وقد كان لتكنولوجيات المعلومات تأثير كبير على عديد من المهن والوظائف المرتبطة بقطاع المعلومات والاتصالات ومن بينها مهنة المكتبة وأخصائى المعلومات ؛ حيث شهدت في هذا الاطار تطورات على اعتبار أن هؤلاء مطالبون بالاندماج ومواكبة عصر الرقمنة والشبكات والتأقلم مع بيئة جديدة تتميز بتزايد استخدام التكنولوجيا في هذاالمقال سأركز على ثلاث نقاط رئيسية حول أخصائى المعلومات في البيئة الرقميه
أهمية المكتبة الرقمية*
وظائف أخصائى المعلومات في البيئة الرقمية*
الوظائف الجديدة لأخصائى المعلومات في البيئة الرقمية*
أولا : أهمية المكتبة الرقمية :المكتبة الرقمية (مكتبة المستقبل) هى مكتبة تهتم بتقديم المعلومات أكثر من اهتمامها بتقديم الوثائق وقد بدأت غالبية المكتبات في تحويل مجموعاتها من المصادر الورقية التقليدية الى المصادر الالكترونية كذلك بدأت الممارسات المكتبية تتغير من الأساليب اليدوية الى الأسالبي الآلية لقد أصبحت الأعمال الأساسية للمكتبات مثل اجراءات الفهرسة والتصنيف والاعارة والتزويد وضبط الدوريات والبحث تعتمد على التقنية الآلية وأغلب المكتبات لها موقع أو صفحة الكترونية تربطها بمصادر المعلومات الببليوجرافية وتتيح شبكة الانترنت بوصفها البنية الأساسية للمكتبة الافتراضية للمستفيدين البحث في مصادر عديدة مثل : البريد الالكتروني ثم ان هذه المكتبة المستقبلية ان صح التعبير تمكن المستفيد من الدخول على مصادر المعلومات في أي مكان من العالم وستنمى قدرة الباحثين والطلاب على القيام بأعمال فكرية متميزة تحتوى على معلومات أفضل
ويرى المكتبيون أن هناك فوائد هامة عند التوجه نحو المكتبات الرقمية منها
اولا
تساعد على المحافظة على الأشياء النادرة من دون حجب الوصول اليها عن الراغبين في دراستها الاستخدام : فعندما تحول الكتب الى الشكل الرقمي يمكن للمرء استرجاعها بسرعة فائقة كما يمكن لعدد من الاشخاص قراءة الكتاب نفسه أو رؤيه الصورة نفسها في الوقت نفسه المكتبات اعارة مجموعاتها عبر الانترنت الى الاشخاص الذين لا يستطيعون الحضور شخصيا الى المكتبة الالكترونى يشغل جزءا لا يتجاوز البليمترات على قرص ممغنط بدلا من أمتار على الرفوف .تكلفة التخزين على الاقراص منخفضة جدا .ثانيا : وظائف أخصائى المعلومات في البيئة الرقمية :فى محيط هذه البيئة الرقمية هل حدثت قطيعة مع وظائف المكتبة يقول ايريك ستر (ان التغيير الكبير الذى حصل مع ظهور المكتبات الرقمية تمثل فى الفصل الزمنى والفضائى بين المجموعات الوثائقية وبين المكتبيين . فهؤلاء مدعوون للتعامل مع موارد المعلومات عن بعد . وان دورهم الفنى التقليدى المتمثل فى ادارة المجموعات سيتقلص نوعا ما لفائدة دور الوساطة . ان الوظائف الأصلية لن تندثر ولكن على العكس ستتدعم مع ظهور المكتبات الافتراضية ) . فالوظائف التقليدية تعرف تغييرا من حيث الشكل وليس من حيث الأصل بمعنى ان مهام المكتبة ستتركز على المجموعات الالكترونية أكثر من المجموعات الورقية وما يتبعها من تقديم خدمات للمستفيدين .ومن أهم وظائف نذكر
وظيفة الاقتناء واقتناء موارد معلوماتية من الويب :الوظيفة التقليدية للمكتبة تتمثل فى اقتناء الوثائق حسب حاجات المستفيدين ومن معايير الاقتناء : الجودة والتكلفة ولكن مع بروز شبكة الانترنت ظهرت بل وطرحت مسألة كيفية التعرف على المستفيدين واختيار الموارد المناسبة لهم .فالمستفيد غير معروف بشكل جيد لأنه يحصل على خدمات المعلومات عن بعد وتبعا لذلك كان لزاما على المكتبة أن تقوم بدراسة ميدانية للتعرف على المستفيدين الذين يدخلون على موقع المكتبة على الويب (عدد الزيارات ونشاطهم والمعلومات التى يحتاجونها _ وبالنسبة لاختيار المصادر تقوم المكتبة بتعويض المصادر التقليدية بمصادر على الخط بالاضافه الى الاعلام بالمصادر الالكترونية الهامة عن طريق موقع المكتبة . ويتم ذلك بواسطة مايسمى (ترصد المواقع) أو اليقظه المعلوماتية veille informative بمعنى السهر الدائم للبحث عن الموارد الالكترونية سواء ما يظهر من موارد جديدة أو ما يطرأ على القائم منها من تطورات
وظيفة فهرسة الموارد :حيث تقوم المكتبات بفهرسة الموارد المعلوماتية العامة المتوفرة على الانترنت ووضعها فى صفحات ومن المشاريع الهامة فى هذا المجال تذكر المشروع التعاونى لفهرسة الموارد OCLC الذى يسمح بفهرسة على شكل مارك ودبلن كور مع استخدام قائمة رؤةس موضوعات مكتبة الكونجرس ويسمح هذا المشروع التعاونى بمراقبة الروابط وتحديثها وكذلك بانشاء صفحات ويب تتضمن أجزاء من قاعدة البيانات
وظيفة الاتصال وادارة حقوق الملكية :اذ يهتم المكتبى ايضا بحقوق الاتصال بالموارد الالكترونية التى يتيحها للمستفيدين سواء أقراص مكتنزة أو الموارد الموجودة على الويب (توقيع عقود مع الاطراف مع الناشرين والمموزعين )
انتاج الموارد الالكترونية واتاحتها :تقوم المكتبة بوظيفة النشر أى رقمنة الوثائق الورقية المتوفرة لديها ووضعها على ذمة المستفيدين , وهنا نرى أن المكتبى يتحول الى ناشر يتابع عملية الرقمنة , فيختار النصوص التى سينسخها ويراعى الحقوق الملكية الفكرية الخاصة بكل وثيقة وسبل اتاحتها
حفظ الموارد الرقمية :مع التطور التكنولوجى الرهيب وتعدد المصادر الالكترونية برزت مشاكل متنوعه تتمثل فى تأثر الأوعية الرقمية بهذا التطور ونتج عن ذلك ان بعض النصوص الرقمية بدأت تختفى لأنه لم يعد بالامكان قراءتها بسبب تغير طرق الترميز لذلك فان المكتبى مدعو لاعادة تسجيل المعلومات الرقمية بصفة منظمة على أوعية جديدة كذلك الناشر لا يولى أهمية لحفظ المعلومات الرقمية فهو يدخل البيانات الجديدة ويتلف البيانات السابقة التى لم تعد ذات أهمية تجارية بالنسبة له وهنا يأتى الدور الهام للمكتبى فى حفظ الموارد الرقمية وهى أساسية لتأمين استمرارية المصادر الالكترونية
.ثالثا : الوظائف الجديدة لأخصائى المعلومات
أمام تعدد تكنولوجيات الاتصال وازاء تدفق المعلومات فى شتى ميادين المعرفة الانسانية , أصبح لزاما على المكتبى أو أخصائى المعلومات القيام بعدة وظائف :المشاركة فى بعض المهارات المتعلقة بالنشر كالتحرير والاخراج ولغات الحاسب قصد انتاج أشكال الكترونية للكتب ذات المستوى القرائى المنخفضةالمشاركة فى تطوير عملية التصفح وبالتالي المشاركة فى انشاء البيانات الوسطية (الانشاء الآلى للكشافات , الانشاء الآلى لتسجيلات الفهرسة الوصفية ) ।زيادة العبء فيما يتعلق بتعليم كيفية الوصول الى المعلومات وذلك مع زيادة الاقبال على شبكة الانترنت حيث يقضى المكتبيون جزءا كبيرا من وقتهم فى تقديم المعونه للمؤلفين والباحثين الذين يعملون خارج المكتبة والطلاب الذين هم بحاجة الى تقويم المصادر .سيستمر نشاط المكتبيين في حفظ الارشيفات فيما يتعلق بالمواد النادرة والمخطوطات المهمة أما بقية المواد فتوضع فى شكل رقمى (إلكتروني)توفير التسجيلات الإلكترونيه للمواد بصفة عامةستبرم إتفاقيات بين المكتبيين والناشرين الإلكترونيين بغرض التعاون وتوسيع نطاق بث المعلومات , حيث يقوم بعض الناشرين بإتاحة الوصول لما يتوافر لديهم من قواعد البيانات والدوريات والملفات الإلكترونيه .التركيز على إختيار مرصد المعلومات لأجل تحقيق أهداف المكتبة وخدمة مستفيديها .القدرة على القيام بالبحث النظامي عن المعلومات .تقديم خدمات البث الإنتقائي للمعلومات .النصح والتوجيه وخلق علقات إجتماعيه عن بعد .الكفاءات الأساسية :يفترض أن يتوفر المكتبي في إطار المكتبة الرقميه على نوعين من الكفاءات :النوع الأول : كفاءة عامة تتصل بطرق إستعمال الحاسوب والجانب التقني .النوع الثاني : كفاءة خاصة تتصل بمجال المكتبة الرقميه وهي تقتضي تنظيم دروس في التكوين المستمر منتظمة يراعى فيها التطور السريع في المجال الرقميومن المواضيع التي ينبغي ان يتلقاها المكتبي هي :المفاهيم التقنية .البحث والتقييم والمعالجة التوثيقية .يتبغي أن يتفطن المكتبي إلى الأبعاد المعرفية والإجتماعية للمكتبه الرقمية .لتوظيف المعلومات الرقمية بالمكتبة
خلاصة القول :على المكتبي أن يكتسب ثلاث مهارات :1 - المعرفة النظريه - المعرفة التطبيقية .3 - القدرة على نقل المعرفه إلى المتلقي
الخاتمة
:وفي خاتمة مقالي هذا إسمحو لي سادتي الكرام أن أقول أنه لابد من التنويه بالدور الذي ما زالت تقوم به جمهورية مصر العربية للنهوض بميدان التوثيق والمعلومات إيماناً منها بالقيمة الهامة لهذا المجال الحيوي وخير دليل على ذلك من أن مصر كانت من أقدم الدول العربية التي أدخلت دراسة المكتبات والمعلومات على المستوي الجامعي 18 يناير 1981 صدر قانون بإنشاء معهد الوثائق والمكتبات في جامعة القاهرة (درجات الليسانس , دبلوم , ماجيستير , دكتوراه) في تخصص المكتبات والمعلومات والوثائق بالإضافة إلى عدة أقسام أخرى في عديد المكتبات فى المكتبات ومراكز المعلومات / محمد محمد أمان . _ تونس : المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم . _ ادارة التوثيق والمعلومات , 2000 .المؤتمر العربى الثانى عشر للاتحاد العربى للمكتبات والمعلومات بعنوان : المكتبات العربية فى مطلع الألفية الثالثة : بنى وتقنيات وكفاءات متطورة . _ الشارقة , 5 _ 8 نوفمبر 2001 .التقنية الحديثة فى المعلومات والمكتبات : نحو استراتيجية عربية لمستقبل مجتمع المعلومات / أبو بكر محمود الهوش . _ القاهرة : ادارة الفجر للنشر والتوزيع , 2002 .دراسات عربية في المكتبات والمعلومات .مواقع انترنت :
www.cck.rnu.tn/libruni/المجلة العربية للأرشيف والتوثيق والمعلومات عدد 2
بقلم sherif at 12:42 AM
No comments: