المكتبات المدرسية بين الواقع و المأمول
فى هذا المقال أحاول أن أستعرض و بشل دقيق الواقع الذى آلت الية المكتبات المدرسية مع وضع إستراتيجية مقترحة لتطوير و تفعيل دور المكتبات المدرسية من خلال إستقراء واقعى التعليم بوجه عام و المكتبات المدرسية بشكل خاص
المكتبة المدرسية يعرفها البعض بأنها مؤسسة تربوية تنشأ داخل مؤسسة تربوية أكبر و هي المدرسة
أو أنها تلك المكتبة التي تقوم بين جدران المدارس لتقديم مصادر المعلومات المناسبة للتلاميذ و المدرسين و الإداريين بالمدرسة و ذلك لمساندة المناهج و المقررات من جهة ومساعدة التلاميذ في قراءاتهم التثقيفية و الترويحية من جهة ثانية كما تقوم بتقديم أدوات العمل المهنية للمدرسين و أمناء المكتبات والإداريين بالمدرسة من جهة ثالثة
وهناك ثلاثة أشكال للمكتبة المدرسية تتدرج كالآتي
المكتبة المدرسية الرئيسية
و هي تمثل الرصيد الأكبر أو الاساسى في مجموعات المكتبة المدرسية و تعمل كمكتبة أم أو مكتبة مركزية و تخدم المكتبة جميع الطوائف فى مجتمع المدرسة
مكتبات الفصول
و هى عبارة عن دواليب توضع فى الفصول و تضم فى الأعم الأغلب من حوالي 50 إلى 100 كتاب يتم تغيرها كل فترة زمنية محددة سواء كان ذلك بين الفصول و بعضها البعض أو بتبديلها مع المكتبة المدرسية الرئيسية
مكتبات المواد
وهى عبارة عن دواليب تحتوى على كتب فى موضوعات معينة كاللغة العربية أو الكيمياء أو غيره من الموضوعات و توضع عادة فى مكتب المدرس الأول للمادة و تستخدم تحت إشرافه
المقومات الأساسية للمكتبة المدرسية
إذا تصفحنا أوعية المعلومات المختلفة التى تتحدث عن المكتبات المدرسية مجد أنها لا تتوافق مع الواقع المعايش و تختلف على حد بعيد عما يجرى داخل أروقة المكتبات إذا تسنى لنا أن نسميها مكتبات فهى من وجهة نظري لا تعدو فى الأعم الأغلب عن كونها مخازن للكتب
فأوعية المعلومات أقرت على أنه لا بد من تو افر مكان جيد للمكتبة داخل المدرسة و أن هذا المكان لا بد و أن يتوسط المدرسة ليسهل الوصول اليه بسرعة و يسر وأن هذا المكان لابد و أن يكون واضح ومرئي لجميع الطلاب و المدرسين و الإداريين و العاملين بالمدرسة و لابد لهذا المكان أن أن يبتعد عن مصادر الضوضاء داخل المدرسة كالملاعب الرياضية وحجرات الوسائط المتعددة ومكاتب المدرسين والادارين وألا تجاور السلالم و أن تكون مساحتها واسعة و مناسبه و أن يتوافر لهذا المكان الإضاءة المناسبة سواء كانت إضاءة طبيعية أو صناعية كما لا بد و أن تتوافر مجموعة من التجهيزات المناسبة و الجيدة كالكراسي و المناضد و الأرفف و الدواليب ومكاتب الأمناء ......وغيرها من التجهيزات
هذا وقد ذهب البعض إلى أنة لا بد للمكتبة المدرسية أن مكون فى مبنى منفصل عن المدرسة و أن هذا المبنى لا بد و أن يكون فى مواجهة المدرسة ليقع نظر الطلاب دائما علية و ليتوافر لة المساحات الكافية للتوسعات المستقبلية
هذا هو الوجه أو الصورة المثالية التى تنقلها لنا أوعية المعلومات و لكن الواقع مختلف عن ذلك تماما فنجد أن تصميم المبنى المدرسي قلما يراعى احتياجات المكتبة فى التصميم فنجدها تقع فى ركن مهمل لم ترى له المدارس وجها أخر للانتفاع بة فنجدها لاتعدو عن كونها حجرة صغيرة تستخدم كمخزن للأوعية اتخذته الأتربة و الحشرات مسكنا لها أو أنها موجودة فى أماكن غير مناسبة على الإطلاق فنجد أن الطلاب ينفرون منم دخول المكتبة حتى أن بعض الطلاب لا يعرفون مكان المكتبة على الإطلاق وقلما يكون لهذة المكتبات نصيب من الموارد المالية المخصصة للتعليم بل إن نصيب المكتبات من حصيلة ما يتم تقاضية من التلاميذ من رسوم للمكتبة غالبا ما يحول لأنشطة أخرى لا يمكن بأي حال أن تكون أجدى نفعا للمكتبة المدرسية
مجموعة المقتنيات و الأوعية بالمكتبة المدرسية
من الثابت و الراسخ لدينا أن عصب أى مكتبة أو مركز معلومات مهما كان نوعه هو مجموعة الأوعية و المقتنيات فمكتبة بلا أوعية ليست مكتبة فلابد لكى تقوم المكتبة بوظائفها أن تقتنى مجموعة من الأوعية التقليدية و غير التقليدية فإذا كانت الأوعية التقليدية وما تشتمل علية من كتب و دوريات و نشرات ..........الخ ذلك ظلت لفترة طويلة من الزمن هى حجر الأساس فى وجود و بناء أى مكتبة و أن هذه الأوعية وعلى قدر أهميتها و شيوع إنتشرها و لعدة قرون عديدة من الزمن (هى عمر اختراع الكتابة و أدواتها و موادها ) قد أفسحت المجال لظهور نوع جديد من الأوعية و هى التى تعرف بالأوعية غير التقليدية أو اللاورقية أو الأوعية الإلكترونية و التي تتدرج من المواد السمعية و البصرية إلى المصغرات الفيلمية و الأقراص المدمجة و ظهور الحاسبات الإلكترونية نهاية إلى ظهور الإنترنت الذى قال عنة الخبراء و العلماء بأنة يعتبر مكتبة رقمية أو الكترونية مترامية الأطراف و التى كان من نتائجها ظهور ما يعرف بالكتب الإلكترونية و الدوريات الإلكترونية بالإضافة إلى استغلال إمكانيات النص الفائق و الوسائط المتعددة
و ظهور هذة الفئة من الأوعية لا تغنى عن الأوعية التقليدية فلابد للمكتبة بمفهومها الجديد أن تتماثل فيها الأوعية التقليدية و غير التقليدية فلكي تقوم المكتبة بوظائفها نحو مجتمعها أن تقتنى أوعية مختلفة منم التقليدية و الإلكترونية حيث تقاس قدرة المكتبة على الوفاء باحتياجات المستفيدين على جودة و تنوع و شمول المجموعات بها فكلما كانت المجموعات قوية و يتم اختيارها بعناية و وفق معايير كمية و نوعية مناسبة كلما كانت المكتبة أجدر و أقدر على تقديم خدماتها و بمستوى جيد يرضى المستفيدين و يلبى احتياجاتهم
و لكن الواقع فى مكتباتنا المدرسية مختلف جملة و تفصيلا عن ذلك فنجد مجموعات من الأوعية التقليدية التى لا تلبى حاجات الطلاب و لا تساند المناهج الدراسية ولا تفي بحاجات الطلاب و ميولهم القرائية و لا تساعد الأساتذة و المعلمين فى القيام بأعبائهم الدراسية
هيئة العاملين بالمكتبة المدرسية
يعتبر العنصر البشرى المدرب و الكفء هو المحرك و القائد للمكتبة و الذى يعمل على تيسير سبل الإفادة من المكتبة لذلك فإن نجاح أى مكتبة فى تقديم خدماتها لا يتوقف فقط على قوة و شمول الأوعية و المقتنيات بل يتوقف أيضا على كفاءة و مهارة أمين المكتبة فى أداء أعمالة المنوطه به و لقد حددت المعايير ثلاثة فئات من العاملين بالمكتبات المدرسية تتدرج على النحو الآتي
أخصائيو المكتبات
وهو المسؤل الأول عن جميع الأعمال المكتبية داخل المكتبة و إدارة العمل بالمكتبة فهو المسؤل عن الاختيار و التزويد و التنظيم الفني و تقديم الخدمات المختلفة و غير ذلك من الأعمال
المعاون الفني
وهو المسؤل عن مجموعة الأوعية الغير تقليدية من إعداد و تصميم و تشغيل و صيانة هذة الأوعية بالإضافة إلى مساعدة أمين المكتبة فى بعض الأعمال المكتبية الأخرى
المعاون الإداري
وهو المسؤل عن إنجاز الأعمال المالية و الإدارية في المكتبة سواء تعلقت باقتناء المواد أو صيانتها و مسؤل أيضا عن بعض الأعمال المكتبية الاخري لمساندة أمين المكتبة .
أما فيما يتعلق بعدد هؤلاء العاملين فلقد حددت المعايير الدولية أخصائي مكتبة واحد لكل 300 طالب أما معايير المكتبة المدرسية فى مصر فربطت عدد العاملين بعدد الفصول فأشارت إلى أن المكتبة المدرسية الابتدائية يتعين لها أخصائي مكتبة مؤهل عال ؛ أما المدرسة الإعدادية فيتعين لها أكثر من أخصائي إذا زادت عدد الفصول عن 20 فصل أما المدرسة الثانوية فيتعين لها عدد 2 أخصائي مكتبة مؤهل عال ،
أما إذا نظرنا إلى الواقع فنجد أن أمين المكتبة هو من المغضوب عليهم أو ممن زهدوا فى التدريس أو أصبحوا غير قادرين علية لأى سبب من الأسباب أما العنصر البشرى المؤهل عادى نحو مناسب فإنة فضلا عن ندرته على المستوى العام فإنه يرى في ظروف المكتبة المدرسية عامل طرد على طول الخط .
وظائف المكتبة المدرسية
للمكتبة المدرسية خمس وظائف أساسية كالتالي
الوظيفة التعليمية
تتوقف كفاءة المكتبة المدرسية فى القيام بوظيفتها التعليمية على نظام التعليم المتبع داخل المدرسة فلابد من تطوير نظام التعليم بحيث ينمى قدرة التلميذ على الاكتشاف و المشاركة فى العملية التعليمية بإجابيه و القدرة على التحليل و الابتكار و ليس الاكتفاء فقط بالحفظ و التلقين المتبع فى السواد الأعظم من المدارس المصرية.
الوظيفة التربوية
إن الاستغلال الأمثل للمقرر الدراسي يحتم مراعاة الاعتبارات الوظيفية المختلفة للمكتبة المدرسية و علاقة الأنشطة التى تجريها المكتبة بالعمليات الفنية التى تتم داخل المكتبة فإن التصنيف المستخدم فى ترتيب المقتنيات هو الذى يكفل وجود الأوعية فى أماكنها المناسبة و من ثم الاستفادة القصوي منة سواء فى إثراء مناهج الدراسة أو تطوير أساليب التدريس وتنمية العادات القرائية السلمية وتنمية مجموعة القيم والأنماط السلوكية المختلفة سواء تعلقت بكيفية التعامل مع المكتبات أو تعلقت بشتى مناحي الحياة .
الوظيفة التثقيفية
لا يقتصر دور المكتبة المدرسية على دعم عملية التعليم وإثراء مناهج المعلومات بغرض التثقيف وتوسيع الآفاق والمدركات المختلفة لمجتمع المستفيدين من خدماتها هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الثقافية التي تحرص جميع المكتبات على إقامتها كالمسابقات ومجلات الحائط والمحاضرات ........الخ .
الوظيفة الترويحية
تحرص المكتبات على توفير مجموعة من الأوعية المختلفة بغرض الترويح وتمضية وقت الفراغ كالكتب الأدبية المختلفة بالإضافة الأعمال الموضوعية البسيطة في مجال التاريخ وبعض مجالات الفنون والعلوم الاجتماعية والسلوكية وتراجم المشاهير ومما لا شك فيه أن هذه الوظيفة لا تقل بأي حال من الأحوال عن الوظائف السابقة لان القراءات الترويحية عادة ما تكون لها نتائج ثقافية جيدة .
الوظيفة الإعلامية
وهذه الوظيفة أقرب ما تكون إلى خدمة الإحاطة الجارية فهي تقوم على إحاطة مجتمع المدرسة بما يجري في محيط اهتمامه وتتطلب هذه الوظيفة توفير مجموعة من مقومات الإحاطة كالصحف اليومية والمجلات العامة والإذاعة المسموعة والمرئية.............الخ .
نظرة عامة على واقع المكتبات المدرسية في الوطن العربي بشكل عام
دخلت مكتبتنا المدرسية القرن الحادي والعشرين بكل الأساليب التقليدية القديمة التي لا تمكن المكتبات المدرسية من الوفاء بمهامها وواجباتها في ظل عدم الاهتمام بنظام التعليم قبل الجامعي مما يؤدي إلى عجز طالب الجامعة عن التعامل المثمر والفعال مع المكتبات الأكاديمية فيخرج الطالب إلى الحياة العلمية مفتقرا إلى مهارات استثمار المعلومات مما ينعكس سلبا على نظام المعلومات برمته .
فلقد أقر كل من الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (ادجم )ومنظمه اليونسكو على الدور الكبير الذي تمثله المكتبات المدرسية باعتبارها أساس لباقي المكتبات الأخرى ،وان المكتبة المدرسية ضرورة لكل إستراتيجية طويلة الأمد محو الأمية والتعليم وتوفير المعلومات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل التنمية باعتبارها مسؤولية كل من السلطات المحلية والإقليمية والوطنية ،لذلك يجب أن تكون مدعومة بتشريعات ومعايير وسياسات محددة بالإضافة إلى ضرورة توفير التمويل الكافي والموظفين المؤهلين المدربين .
فالواقع العربي مختلف تماما عن الواقع في البلاد الأوروبية والأمريكية وكافة البلاد المتقدمة فالواقع في البلاد العربية أو البلاد النامية بشكل عام واقع مؤسف يتمثل في مواصفات الكتب المدرسية أقرب إلى المكتبات المنسية وغيرها الكثير والكثير مما ذكرناه في الصفحات السابقة بالإضافة زيادة كثافة الفصول الدراسية وطغيان الدروس الخصوصية وقصور الموارد البشرية الكفء والمؤهلة ،بالإضافة إلى العجز الواضح والكبير في الموارد المالية مما يعود بالسلب على المكتبات المدرسية وقصور نظام التعليم وعجز المدارس عن التوجيه والتقييم السلوكي والتربوي الذي يتوافق مع الشرائع الدينية القومية والعادات والتقاليد الاجتماعية السليمة ،بقى أن نشير إلى مشكلة أكبر وأخطر هي وجود مدارس لا يوجد بها مكتبة على الإطلاق وان التلاميذ لا يعرفون شيئا عن المكتبة على الإطلاق.
الوسائط الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات ودواعي الاستخدام
الحاسب الآلي و المكتبات المدرسية
تتنوع أشكال الوسائط الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات ولعل من أشهرها وكان ظهوره يمثل طفرة في العلوم أجمع هو ظهور الحاسب الآلي وبداية استخدامه في مجال المكتبات فدخل الحاسب الآلي معظم المكتبات فيما عدا أغلب المكتبات المدرسية وإذا أردنا أن نطور تلك المكتبات فلابد من توفير جهاز حاسب آلي لكل مكتبه على الأقل مع توفير البرامج المختلفة التي تمكن المكتبة من أداء مهامها المنوط بها دواعي استخدام الحاسب الآلي في المكتبات المدرسية
هناك أسباب ودواعي كثيرة تدعو المكتبات إلى ضرورة استخدام الحاسب الآلي في المكتبات المدرسية وأهمها ما يلي
السيطرة على مصادر التعليم في مجال تخصصهم والتعرف على الكم الهائل من المعلومات المنشورة وذلك لتضيق الفجوة بين مصادر التعلم والمستفيدين .
تطوير الأعمال الروتينية وتقدميها بشكل أفضل كالفهرسة وإعداد الإحصائيات وغيرها.
تطوير الخدمات والأنشطة التي تقدمها المكتبة مثل الإعارة واسترجاع المعلومات ....الخ، وتقديمها بشكل أفضل مع الرغبة الشديدة في تقديم خدمات جديدة ومتطورة .
المساعدة في إقامة نظم تعاونية وشبكات معلومات بين المكتبات وتسهيل عمليات تبادل المعلومات مع المكتبات الأخرى .
توفير الوقت والجهد المبذول في الأعمال التقليدية وتحسين أداء العمل وسيره داخل المكتبات المدرسية .
المساهمة في سهولة الاتصال بشبكات المعلومات .
الانترنت ودوره الفعال في تطوير المكتبات المدرسية
دخول الانترنت إلى مجال المكتبات يمكن أن نعتبره علامة فارقة في تاريخ المكتبات وبداية لحقبه أو عصر جديد للمكتبات ومع مرور الزمن أصبح الانترنت ضرورة ملحة للحياة بشكل عام وليس للمكتبات فقط ولذلك فان هنالك دواعي كثيرة تدفع المكتبات لاستخدام الانترنت أهمها - :
توفير نصوص الكتب المبرمجة الكترونيا ومصادر المعلومات المختلفة المعتمدة على الوسائط المتعددة بالإضافة إلى برامج تثقيفية وتعليمية على اختلاف المستويات مما يساعد على النهوض بالعملية التعليمية
يعتبر الانترنت أسرع وسيلة للوصول إلى المعلومات من مختلف أنحاء العالم بأسرع وقت وأقل تكلفة
الاستفادة من إمكانيات الانترنت في أسلوب البحث الجماعي للطلاب مما يساعد على رفع قدراتهم البحثية المختلفة
سهولة التواصل والتعاون بين المكتبات عن طريق الانترنت والاستفادة من خدمات البريد الالكتروني
المساهمة في تطوير وتفعيل التعليم المستمر والتعليم عن بعد
أهم تطبيقات الانترنت في المكتبات المدرسية
تتشابه تطبيقات الانترنت في المكتبات المدرسية بشكل كبير في كل المكتبات بشكل عام وتتمثل فيما يلي
استخدام الانترنت في مجال تنمية المجموعات المكتبة .
استخدام الانترنت في التنظيم والعداد الفني .
استخدام الانترنت في تقديم الخدمات .
رؤية جديدة لتفعيل دور المكتبات المدرسية
تستند هذه الرؤية التطويرية على جعل المكتبة المدرسية هي محور أو أساس عملية التعليم حيث أن نظام التعليم قبل الجامعي الحالي لا يضع المكتبة في الحسبان ولا يلقي لها أي اهتمام أو تقدير فالإمكانات المرصودة لها تكاد تكون معدومة والمقومات غير مناسبة على الإطلاق
والكفاءات نادرة والأوعية معظمها غثاء لا يجدي أو يفيد إلى أخر ذلك من الأشياء وكل ذلك لان نظام التعليم قبل الجامعي لا يهتم بتفعيل دور المكتبات في التعليم
لذلك لابد من إعداد إستراتيجية أو خطة جديدة للتعليم حيث أن الحديث عن تطوير المكتبات المدرسية لا يتم إلا من خلال إستراتيجية لتطوير التعليم بشكل عام وهذه الإستراتجية لابد أن تتم على مرحلتين هما تطوير المكتبات ،وتطوير نظام التعليم
أولا تطوير المكتبات المدرسية
ويتم تطوير المكتبات المدرسية من خلال النقاط التالية
تقييم واستبعاد كل الأوعية التي نفذت كل قيمة لها ووجودها بالمكتبة غير مفيد ويعتبر عائق على المكتبة ، ومن ثم تزويد المكتبات بجميع المراجع والأوعية المختلفة التي تساند وتدعم المناهج الدراسية تدعيم الميول القرائية
الحرص الكامل على أتمته المكتبات المدرسية وذلك بتزويدها بأجهزة الحاسب الآلي والإمكانات الخاصة بالاتصال بشبكات المعلومات
ضرورة تبني وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية المختلفة داخل مصر كهيئات الأكاديمية وجمعيات المكتبات بتبني نظام آلي موحد معياري لجميع المكتبات المدرسية وذلك سوف يساعد على التعاون والائتلاف بين المكتبات المدرسية في مصر مما يقلل الوقت والجهد المبذول في الأعمال المكتبية وإتاحة فهرس موحد للمكتبات المدرسية على شبكات الانترنت
ضرورة إعداد موقع لكل مكتبة على شبكة الانترنت يساعد في إبراز أهداف المكتبة والإحاطة بالأحداث الجارية والنشاطات والمحاضرات والندوات التي تنظمها المكتبة وكل ما تراه المكتبة مفيدا ومتوافقا مع سياستها تضعه أو تتيحه على موقعها ،مع تعميم ذلك على معظم المكتبات المدرسية لكي تتم أو تعم الفائدة ويكون لهذا جدوى مفيدة فالعمل الفردي مهما بلغت جودته غير مؤثر بشكل كبير إلا في محيطه فقط
التنظيم الفني الجيد لأوعية المعلومات من فهرسه ومن تصنيف وما إلى ذلك من العمليات الفنية التي ترتضيها المكتبة لأوعيتها فمن الممكن أن نجد مكتبة تقف على الفهرسة والتصنيف فقط وأخرى تتجاوز ذلك إلى التكشيف والاستخلاص أيضا ولابد لكل ذلك من توافر أدوات العمل الخاصة بكل عملية فنية وتحديد شكل الإتاحة ويفضل أن من نسختين إحداهما تقليدية والأخرى الكترونية
ضرورة تفعيل دور مكتبات الفصول وذلك بالتعاون مع المدرسين والطلاب متمثلين في جماعة أصدقاء المكتبة والتي لابد وأن تشمل على طالب واحد من كل فصل على الأقل ممن لديهم الرغبة في ممارسة العمل المكتبي وممن لديهم القدرة على تقديم الخدمات بصورة جيدة فيتعين على أمين المكتبة تدريب هؤلاء الطلاب بعض العمليات المكتبية البسيطة كالترفيف والترحيل وترتيب بطاقات الفهارس وكيفية البحث فيها وهكذا، على أن يراعى عند اختيار الأوعية الخاصة بمكتبات الفصول وان يتم ذلك بالتعاون بين المدرسين وأمين المكتبة وذلك لضمان الاستفادة القصوى من مكتبات الفصول في تخفيف الضغط على مكتبة المدرسة المركزية أو الرئيسية وخاصة في المدارس التي تكون مساحة المكتبة بها محدودة على أن تكون مجموعة الأوعية تتنوع بين مساندة المنهج الدراسي والميول القرائية
التوجيه القرائي وذلك بعمل عروض ومراجعات لأوعية المعلومات والإعلام الببليوجرافي بكل ما هو جديد من الأوعية وعرضها وإخراجها بأشكال مختلفة كعمل لوحات حائط أو نشرات توزع على الطلاب والمدرسين أو نشرها في شكل الكتروني على موقع المكتبة أو من خلال مجموعة اهتمام خاصة بالمكتبة
ثانيا : تطوير نظام التعليم قبل الجامعي
هذا عن المكتبة المدرسية وكيفية تطويرها أما ما بقى من هذه الرؤية فهو يتمثل في تطوير التعليم قبل الجامعي فهو يتمثل في كيفية ربط الطالب بالمكتبة
إن الحديث عن تطوير نظام التعليم قبل الجامعي دارت حوله مناقشات كثيرة واقتراحات ومساجلات عديدة ولكن من وجهة نظري كمكتبي سوف أتحدث من الجهة التي تهمني واترك الباقي من جوانب التطوير إلى باقي العلماء والأساتذة كل في مجاله وعلى حسب تخصصه ،وأقول أن الحديث عن ربط الطالب بالمكتبة في ظل نظام التعليم الحالي يعد ضربا من ضروب الخيال فما الذي يجبر الطالب على ارتياد المكتبة والمادة العلمية موجودة ومتوفرة لديه وفي مصادر جديدة كالكتاب المدرسي والكتب الخارجية والملخصات الخاصة بالدروس الخصوصية وغيرها من الوسائل ،فالطالب ليس بحاجة إلى المكتبة على الإطلاق وخاصة فيما يتعلق بتدعيم وإثراء المناهج الدراسية فان كنا نتطلع ويجد إلى تغير الحالة التي آلت إليها المكتبات المدرسية فلا بد لنا من تغير جذري لنظام التعليم قبل الجامعي برمته وإخراجه من دائرة التلقين التي قتلت إبداع وخيال الطلاب وسلبتهم ملاكاتهم وأبعدتهم عن القراءة الواعية المتفحمة حتى تدنى مستوى القراءة على جميع الأصعدة في الوطن العربي بعد أن كنا أمه اقرأ لذلك أرى انه لابد وان يشارك الطالب في الحصول على المعلومة بنفسه سواء بالبحث عنها داخل الأوعية الموجودة بالمكتبة أو من أي مصادر أخرى وفي هذه الحالة سوف تتغير صورة الكتاب المدرسي من سرد وحدات المقرر والمادة العلمية الكاملة إلى مجرد ملزمات صغيرة تحدد وحدات وأبعاد المقرر ليتغير نظام التعليم إلى نظام تفاعلي يشارك فيه الطالب والمدرس فالمادة العلمية موجودة في اغلب الكتب والمراجع فموضوعات التعليم قبل الجامعي ليست حديثة بصورة يصعب معها الوصول إلى مصادر المعلومات الخاصة بها والكتاب بهذه الصورة سوف يخفف من الأعباء الثقيلة التي تتحملها الوزارة في طبع هذه الكتب التي يأخذها الطلاب من المدرسة لترمي بالبيت ولا تفتح في الأغلب ويستعاض عنها بالكتب الخارجية والدروس الخصوصية إذن فلا داعي لاستمرار الكتاب المدرسي بصورته الحالية وتوجيه هذه الأموال لتطوير وتحديث المكتبات لتفي بجميع جزيئات المناهج الدراسية وإشباع الميول والأهواء القرائية بالإضافة إلى ميكنة المكتبات ومسايرتها للتقدم العلمي والتكنولوجي إن هذه الرؤية لتطوير التعليم قبل الجامعي والتي تعتمد المشاركة بين المدرس والتلميذ في الحصول على المعلومة ونقدها وتحليلها سوف تساعد على خلق روح الإبداع والابتكار وخاصة أنها لا تقحم الطالب بنص معين أو كتاب معين بل تعطي الطالب وحدات المقرر أو معايير المادة العلمية وتدع للطالب حرية الحصول عليها وبذلك نكون قد أعدنا للمكتبة المدرسية بعضا من هيبتها التي سلبت في المجتمع العربي بزوال تطويرها وتحديثها بكل جديد ومفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
المراجع
أحمد على محمد تاج . دراسات في المكتبات العامة والمكتبات المدرسية . - شبين الكوم :أ.ع.م.تاج ، 2007.
أحمد علي محمد تاج . مقترحات لتفعيل دور المكتبات المدرسية في مصر في تنمية الوعي القرائي :مؤتمر الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف .- شبين الكوم : الجمعية ،2000.
6أمنيه مصطفى صادق . إعداد موقع للمكتبة المدرسية العربية على شبكة الانترنت : الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات . – مج
ع11 (يناير1999) .- ص ص103-117.
حشمت قاسم . المكتبة المدرسية في إطار النظام الوطني للمعلومات بين الواقع وطموحات المستقبل .- عالم المعلومات والمكتبات والنشر .-مج3،ع 1(يوليو 2001) .- ص ص 13-20.
فهيم مصطفى .المكتبة المدرسية والوسائط الالكترونية : قضايا ومشكلات تعليمية وتكنولوجية.– ط1.- القاهرة :دار الفكر العربي _2006.
كمال بونعجة . المكتبة المدرسية وسيلة متعددة الأبعاد :مجلة المكتبات والمعلومات العربية.- س21،ع2(ابريل2001)ص ص 152-169.