البوابات الموضوعية على الأنترنت: الميتا داتا Metadata
مع ظهور الانترنت وتطور تقنياته، ظهرت نوعية جديدة من اوعية المعلومات على مواقع الانترنت التي ظهرت اول الامر بشكل عشوائي وغير منظم، الأمر الذي سبب ارباك كبيراً للمستفدين، فظهر ما يعرف بمحركات البحث (Search engines) إلا أنها لم تحل المشكلة، كونها تستخدم اللغات الحرة غير المقيدة التي تعتمد على تكشيف المصطلحات آلياً دون التحليل الموضوعي لمحتوى المادة والذي يتطلب الجهد البشري. وكحل لهـذه المشكـلة ظهـر على السـاحة ما يعـرف في الوقت الحاضر بفهارس مصادر الانترنت (Internet resources catalogs)، او البوابـات المـوضوعيـة (Subject gateways) او ما يعرف ايضاً بالأدلة الموضوعية (Subject directories)، والتي تفضل الباحثة تسميتها بالبوابات (Gateways)(*)، حيث تدل جميع هذه المصطلحات على معنى واحد، وهي تمثل بصفة عامة الادوات النسقية التي توفر مصادر معلومات مصنفة حسب مجموعة من التقسيمات الموضوعية التي تقيم وتراجع محتوياتها من قبل مجموعة من المكتبيين والخبراء المتخصصين موضوعياً. وتعرف (البوابات) بين مجتمع المكتبيين بانها خدمة تسمح للمستفيد الوصول بشكل مباشرالى محتويات المكتبات سواء المطبوعة منها أو الالكترونية . والبوابة في صورتها النموذجية، هي عبارة عن قاعدة بيانات تشتمل على تسجيلات مفصلة لما وراء البيانات (Detailed metdata records) حيث تقوم بوصف مصادر الانترنت وتوفر الرابطة الفائقة (Links) لهذه المصادر. وللمستفيد الخيار بين البحث في قاعدة البيانات بواسطة الكلمات المفتاحية أو تصفح المصادر تحت رؤوس موضوعاتها. ووظيفة البوابات هي تقليل الفجوة بين المحركات البحثية التي تكون بمثابة كشافات شاملة للمصطلحات الواردة في صفحات الانترنت تمكن الباحث من ايجاد ما يحتاجه من معلومات ووضع محتواها بين يديه، وبين الادلة الموضوعية التي تمثل ادوات اكثر نسقية من خلال ما توفره من مصادر معلومات مصنفة وفقاً لمجموعة من التقسيمات الموضوعية تفيد في تحديد وتقييم مصادر الانترنت وعادة ما تكون بشكل لغة تحديد النص الفائق، حيث تقوم البوابات باتاحة المصادر المقترحة والمصنفة موضوعياً، إضافة الى إمكانية البحث السريـع التي تسمح للمستفيد باجراء استفسارات البحث المختلفة والتعديلات اللازمة عليها. وقد كانت هذه التقنية في بداية ظهورها تفتقر الى تقنين دقيق لبياناتها ومع التطورات السريعة للانترنت برزت الحاجة الى مزيد من التخصيص فيما تقدمه هذه التقنية من خدمات، نتج على اثره عقد مؤتمر في مدينة دبلن لتقنين هذه البيانات وتخصصها بشكل اكبر من قبل مجموعة من المتخصصين المكتبيين، وكانت ثمرة هذا المؤتمر ما يعرف الان بدبلن كور (Dublin Core)(*)، والذي تبنته المنظمة الوطنية لمواصفات المعلومات في امريكا (NTSO). ويمتاز هذا التقنين بشكل عام بالبساطة وخلوه من التعقيد وحسن الصياغة في الجانب الموضوعي والوصفي منه. وعند مقارنة هذا التقنين مع (MARC) الأمريكي، يمكننا القول انهما صيغتان تسيران في خطين متوازيين، بل إن صيغة (MARC) نفسها هي شكل من اشكال البوابات الموضوعية وهذا ما أكده الشويش([23])، مضيفاً ان هدف الصيغتين هو هدف واحد، وهو توفير البيانات الوصفية والموضوعية للوثائق بشكل يمكن للنظم المحوسبة قراءتها ومعالجتها في عمليات البحث والاسترجاع.
إعداد